في بساتين السنين وبين الريحان والياسمين تطير فراشتنا المغموره بالحب والأمان وأحلام الغفوة والسلام..فراشه عاشت طفولتها بسلام حتى إجتازت المجد والتحدي وأنهت دراستها الجامعية … ليبدأ مشوار الحياة….جميلة فراشتنا دون أي نزاع تنافس الهدهد والحسون بتغاريد القصائد بالفصحة وعامية الأمجاد…تبحث بين طيات الحياة ومعتركاتها عن وظائف تلائم طموحاتها تنوعت الأعمال وتطايرت الآمال وعاشت بين الحين والحين وذكريات السنين من اجتهاد وتفكير وبناء أحلام…بعد السابعة والعشرين طارت فراشتنا من مسكنها وتجاوزت الأمتار واحتضنت أغسطس في لقاء ولقاءات البقاء…دخلت المقابلة في إدراك الذات وفرض الشخصية بامتياز للحصول على المبتغى والوظيفة….هنا توقفت الساعة وابتدئت الولادة ولادة ليست كأي ولادة.. نظرات أعين تتحاور بذهول أعجب الأبصار…أخذت القلم كتبت وعيناها تلاعب السراب تفاصيلها… حوار لم تذق من قبل إحساسه ،حوار صامت تنطقه الأعين والأحاسيس إنتهت من ملء البيانات حان وقت المواجهة كانت المحاورة بين تلك الفتاة ….فراشتنا والفارس المغوار كانت أخذت الوقت الكافي وأكثر من المقابلة،قام بإعطائها رقم هاتفة بحجة البحث لها عن فرصة عمل أخرى تليق بها…. هنا حان الفراق حان الوداع نبضات قلب متسارعة رجفات أيدي يا الله لماذا كل هذه القسوة بالمشاعر؟ هذه اللحظات كانت بداية البداية لإنجاب قصة عشق من رحم عقيم، قصه عشق غريبه…أغسطس يا معالم الخريف أغسطس يا شهر المحبةعادت فراشتنا وفي طريقها لم تغفى ومع كل رمشه تذكر تلك النظرات والمقابله ونبرات الصوت وكل ما حولها… وبعد أن وصلت إلى بيتها مسكت هاتفها وكان اللقاء في نبرات صوت عبر إلكترونات صغيرة متطايرة في سماء من قلب عاشق لفارس دون جواد.. هنا أدرك الفارس بأن إنتظاره لم يكن عبثا بعد طول إنتظار كان الحوار كانت اللهفه كان التعارف.. بعد مضى الأيام والاشهر اتضحت الملامح وهذا الفارس المغوار ثلانيني الأعمار متزوج ويحمل من الهموم هموم. …..كانت الصدمة لفراشتنا لكن الأحاسيس أقوى وأقوى والحب المباح الأعمى سيطر على اللامباح كان إدمان بل أكثر مما كان..أغسطس اعترف لي هل بالإمكان العيش بسلام هل إن سبب دمار الإنسان دوامات تطوف في أذهاني! واستطرقت السؤال التالي.. ماذا عنك فارسي المغوار؟ وبيتك الزاهي بالألوان!..أغسطس أخبرها بأني عشقتها عشق الجاهلية الأولى ظروفي قاسيه وهي تعلم وبيتي الزاهي بلا ألوان…. فيه نقص العاطفة والسلام أخبرها أغسطس هل تقبلني بلا أسباب..فراشتنا أقبله أقبله عشيقي العاطفي وفارسي المغوار …….أحبك بلا منازع أحبك دون مبرر أنت لي وأنا لك والجميع للجحيم…… أحب الفارس المغوار فراشتنا من الأسلوب والحوار والفكر الناضج والبلوغ أحبها لروحها وكلماتها ودفء صوتها وكانت اللقاءات خاطفة الأنظار أيام معدودة وصدفة مرسومة بأواخر الشتاء كأغاني اليسا وهدوء الأيام كماجدة الرومي في لحظات المساء..ومضت الايام والحنين أقوى واشتد الحب واشتد… وعام مضى والنصف بعد العام كان الأقوى هو الأقوى وحبي إليه يغتالني….. يا أغسطس أخبرني ما الذي حصل…. أخبرني أغسطس….
بقلم الكاتبة الأردنية هيا هلال الرفوع….